رجوعه للبيت مثقل بوظائف ومذاكرة كثيرة تحرمه من اللعب وتطفئ ولعه بالتجربة المدرسية الجديدة.
هل يشترط طفلك جلوسك بجانبه أثناء مذاكرته؟
أتقلقين على طفلك من عدم تفوّقه أو تميّزه؟
سؤال:
أنا أم لطفلين. بافتتاح السنة الدراسية الجديدة يدخل ابني البكر لصف الأول. أنا فرحانة جدا ولكنني خائفة وقلقة. هل من نصائح تربوية بخصوص مذاكرته؟
الجواب:
تحياتي لك ولجميع قرائي بمناسبة افتتاح السنة الدراسية الجديدة. أهنئ جميع المربين وأتمنى لهم استقرارا وطمأنينة.
أتفهم تناقض مشاعرك. الفرح نابع من بلوغ طفلك جيل صف الأول. شعورك صادق ويمكنك الاحتفال بمرحلة جديدة هامة في حياته. خوفك وقلقك نابع من توقعات غير مرغوب فيها. ما هي تلك التوقعات؟
توقع رقم 1-
رجوعه للبيت مثقل بوظائف ومذاكرة كثيرة تحرمه من اللعب وتطفئ ولعه بالتجربة المدرسية الجديدة؟
أطمئنك بأن الذي يطالب بكمية كبيرة من الوظائف البيتية والمذاكرة هن جمهور الأمهات. لا تنفك بعضهن تضغطن على مربيات صف الأول بأن تكثف من الوظائف البيتية كي تشعرن بأن طفلها انتقل إلى مرحلة تعليمية جدية وعليه واجبات.
على مربية صف الأول الحزم وعدم الاستجابة لهن. يستحسن توضيح أهمية حاجات الطفل العاطفية. فاللعب بعد انتهاء الدوام المدرسي حاجة. بعد تركيز الطفل في الصف والمذاكرة لساعات طويلة لا بد له من أن يتعب. التنفيس الجسماني بأنشطة حركية حاجة فسيولوجية. يحتاج لتفريغ عاطفي مفعم بالميول والهوايات وربما فعالية لعب بالحروف الهجائية مع أصحابه في البيت من غير ضغط أو التزام.
توقع رقم 2-
يشترط طفلك جلوسك بجانبه أثناء مذاكرته؟
الاشراف من بعيد وتأمين جو دراسي حاجة تنظيمية هامة. لا حاجة ولا ضرورة للجلوس بجانبه أثناء مذاكرته.
التربية على الاستقلالية مبدؤها التعويد على المذاكرة الفردية لتعزيز ثقة الطفل بنفسه. جميع مربيات صف الأول تهتم بأن تؤكد للطفل وتشجعه على التدريب الذاتي والمستقل. مربيات صف الأول تدرب طلابها على الاعتماد على النفس في جميع مناحي تطوير شخصيته. البرهان على ذلك هو عند إصرار بعض الأمهات على ملازمة طفلها أثناء مذاكرته يعترض بشدة مؤكدا لها احترام تنبيهات مربيته – مربيته هي نموذجه العاطفي الذي يؤمن بها ويحب أسلوبها. لا يكسر كلمتها أبدا-. ينصح بعد الانتهاء من مذاكرته أن يأتي لأمه ويعرض عليها دفاتره فيتلقى الدعم والتشجيع. من المهم أن تواظب الأم على الاستماع لقراءته الجهورية وتمتدح تميّز لفظه لمخارج الحروف، صوته، ثقته بنفسه...ألخ.
توقع رقم 3-
عدم تفوّقه أو تميّزه؟
في صف الأول جميع الأطفال هم متفوّقون. هناك الطفل الموهوب في الرسم، آخر في الرياضة، غيره في أناقة الكتابة وبعضهم في طلاقة القراءة...ألخ. صف الأول مختبر للمواهب والميول. فلا خوف عليه ونعم لتقديره الداعم والافتخار بما ينجز وما يتميّز به. فلتأخذ المذاكرة شكلا من أشكال الفعاليات المحببة كي يتلهف لممارستها برغبة كما اللعب.
أحيانا تقلق بعض الأمهات بأنه لم يتقن كتابة بعض حروف في وسط الكلمة أو نهايتها. أريد أن أطمئن جميع الأمهات بأن جميع الأطفال في نهاية المطاف سوف يعرفون ذلك وبلا شك.